عاشقة البسمة
20-11-2009, 03:46 AM
انتقد مقولة إن مستشفى الرميلة مخصص للعجزة والمسنين..الحداد لـ"الشرق":المجتمع بحاجة إلى تأهيل ليتقبل المعاق كشخص فاعل
http://www.al-sharq.com/articles/images/preview/Image_2009_11_17_3387940_p.jpg
أحدهم لا يزور أبويه إلا نهاية الشهر من أجل بصمة اليد لصرف الراتب
الخروج التجريبي علاج اجتماعي حقق نجاحاً مذهلاً مع حالات فشل معهم الطب التقليدي
بلدية الدوحة أدرجت حديقة المسنين ضمن ميزانية الدولة
ننظم رحلة عمرة سنوياً لـ45 مريضاً كعلاج نفسي عن طريق زيادة الوازع الديني
تحويل 10 حالات شهرياً إلى صندوق مساعدة المرضى
أجهزة الدولة تقدم لنا كل التسهيلات التي نحتاجها لإتمام عملنا
لدينا خطة سنوية لتلبية احتياجات المرضى النفسية والاجتماعية
سر نجاح برامجنا الاجتماعية هو أننا نفكر مع مرضانا ولا نفكر عنهم
حفل غنائي ترفيهي كبير للمسنين خلال عيد الأضحى
خطة جديدة لإنشاء وحدات متخصصة بالقسم وزيادة الكادر البشري
أجرى الحوار- محمد صلاح
كشف السيد ناصر الحداد أخصائي اجتماعي أول بقسم الخدمة الاجتماعية بمستشفى الرميلة عن وجود خطة لزيادة عدد الكادر البشري للقسم، كما تشمل الخطة تحقيق تنويع الوظائف، مشيراً في حوار خاص مع "الشرق" إلى أن إدارة المستشفى تدرس خطة تطوير لعمل القسم من خلال إنشاء وحدات تخصصية مثل وحدة خاصة بالنواحي الإعلامية وأخرى تختص بالاتصال بالدوائر الحكومية وثالثة تختص بمجال الأنشطة والبرامج الترفيهية.
ولفت إلى أن الإعلام كرس لفكرة أن مستشفى الرميلة مستشفى العجزة والمسنين، موضحا أن قسم الخدمة الاجتماعية بالتعاون مع العلاقات العامة يقوم بتغيير هذه الفكرة لدى المجتمع من خلال الأنشطة الاجتماعية المبنية على بناء جسور التواصل.
وتمنى أن تقوم أسر المرضى بالتواصل مع مستشفى الرميلة بشكل مستمر، مشيراً إلى أهمية ذلك في العلاج، موضحاً أن المستشفى توفي الاحتياجات الطبية والمادية لمرضاها.
وأوضح أن قسم الخدمة الاجتماعية بالتعاون مع فاعلي الخير يقوم بتنظيم رحلة عمرة لـ 45 مريضاً سنوياً لزيادة الوازع الديني لديهم، منوها بأن هذه الرحلة كانت سبباً في شفاء العديد من الحالات.
ونوه بأن القسم سيقيم حفلاً غنائياً ترفيهياً لكافة فئات المرضى، مهيباً بأسر المرضى اغتنام الفرصة والتواصل مع ذويهم من نزلاء المستشفى، مشيراً إلى أن القسم سوف يكرم الأسر الأكثر تواصلاً مع مرضاهم لتعريف المجتمع بدور ذلك في العلاج.
"الشرق" التقت السيد ناصر الحداد لإلقاء الضوء من الداخل على مستشفى الرميلة فإلى نص الحوار: —
* مادور قسم الخدمة الإجتماعية بمستشفى الرميلة؟
قسم الخدمة الاجتماعية يتعامل مع جميع الفئات العمرية من مختلف الجنسيات المصابين بمختلف أنواع الإصابات ومن هنا فعملنا متشعب فدور القسم يبدأ مع لحظة دخول المريض إلى المستشفى فمن المتبع أن يحول الطبيب المعالج المريض إلى الأخصائي الاجتماعي لعمل بحث حول حالته — وهنا يجب الإشارة إلى أن البحث يصنف الحالات إلى ثلاثة أصناف الأولى هي الحالات العادية والثانية هي الحالات العاجلة والأخيرة هي الحالات الطارئة، وعلى ضوء ذلك التقسيم هناك من يعرفوا بحالات الإقامة القصيرة وحالات الإقامة الطويلة — وبناء على نتائج البحث التي تحدد إحتياجات كل مريض من أجهزة مساعدة أو أطراف صناعية أوجراحات نوعية متخصصة فنحن كجزء من مؤسسة حمد الطبية نخاطب لجنة صندوق مساعدة المرضى الذي يقوم بتقديم دعم مادي يتناسب مع قدراته المادية واحتياجات كل مريض على شكل تخفيضات على أسعار هذه الأجهزة وتلك الجراحات.
كما لعب القسم دوراً مهماً مع المصابين في الحوادث من خلال متابعة صرف التعويضات بناء على التقارير الطبية وذلك من خلال مخاطبة الجهات المعنية بذلك ومتابعة الأمر حتى يتسلم المريض تعويضه المادي.
وفي هذا الإطار يجب ألا ننسى دور فاعلي الخير في دعم جهودنا لتوفير كل ما يحتاجه مرضى مستشفى الرميلة بجهود ذاتية من القسم.
وبناء على نتائج البحث أيضا نكوِّن لجنة تضم الإخصائي الإجتماعي والطبيب المتابع للحالة وأخصائي العلاج الوظائفي أخصائي العلاج الطبيعي وأخصائي نطق وأخصائي تغذية وهذه اللجنة تقوم بعقد إجتماع مع أسرة المريض لدراسة كل الصعوبات التي تواجه إنتقال المريض عند إستقرار حالته الى المنزل ومن ثم يقوم بمحاولة لذليل كل تلك الصعوبات.
* كم حالة يتم تحويلها إلى صندوق مساعدة المرضى؟
يتم تحويل 10 حالات شهرياً الى صندوق مساعدة المرضى وهذا العدد علاوة على الحالات التي تقيم بالمستشفى بشكل دائم وتحتاج الى تجهيزات داخلية لمساعدتها على الاقامة.
* هذا يجعلنا نتساءل حول شكل العلاقة التي تربط قسم الخدمة الإجتماعية والأجهزة المختلفة بالدولة؟
هناك تواصل شبه يومي مع العديد من أجهزة الدولة في أمور عدة منها إدارة الإسكان إن كانت هناك حالات في حاجة إلى سكن ملائم، كما أن هناك علاقة تربطنا مع إدارة الجوازات والهجرة في حالات عديدة مثل إحتياج بعض المرضى الى مرافقين للعلاج بالخارج وهكذا المحاكم وإدارة المرور، علاوة على سفارات الدول الموجودة بالدوحة.
* نريد تسليط الضوء علي الفعاليات التي ينظمها القسم لمرضى مستشفى الرميلة؟
ـــــ بالنسبة لنا في مستشفى الرميلة لدينا خطة سنوية تضم كل الفعاليات التي ننظمها خلال العام وهي تلبي كل إحتياجات مرضانا النفسية والاجتماعية كما يجب ان يلائم طبيعة الاصابة أوالمرض الذي تعانيه الحالات، وهنا يجب أن نؤكد علي نقطة مهمة وهي أن المرضى أنفسهم يؤخذ بآرائهم في وضع الفعاليات هذا الي جانب المناسبات الطارئة التي يطلبها المرضى أنفسهم بشكل طارئ مثل تنظيم زيارة لمجمع تجاري أوما شابه ذلك.
كما نحرص علي أن الاسر تشارك مرضاهم هذه المناسبات لتكون ذات أبعاد علاجية أيضا وهذا له أثر كبير في سرعة دمج المريض أوالمصاب في المجتمع.
* بما أنك أشرت الى دمج المريض بالمجتمع فهل يقدم القسم الدعم النفسي ليلتئم المريض مع مجتمعه من جديد؟
لا يوجد برنامج موضوع مسبقاً لذلك الغرض ولكن يرجع ذلك الى الاجتهاد الذاتي من الأخصائي الإجتماعي، فهذه العملية تأتي في إطار النشاط الإجتماعي وليست بمعزل عنه فعلى سبيل المثال عندما ننظم جولة تسوق بأحد المجمعات التجارية يجب أن يتواصل الأخصائي الاجتماعية بشكل طبيعي وغير مصطنع مع المرضى لأن لديهم حساسية من تصنع التواصل وهي نقطة غاية في الأهمية فعندما تجلس مع مريض على طاولة واحدة لتأكل معه أو تحدثه بشكل ودي بعيداً عن الرسمية وعندما تبني جسور الصداقة، هنا يشعر المريض بالتواصل مع المجتمع ورويداً رويداً يعود كسابق عهده فيجب ألا ننسى أن هذا المريض أوذاك المصاب كان سليماً له حياته الخاصة التي كان يمارسها بمفرده وهو يعلم تماماً أن إصابته أو مرضه هي السبب الوحيد في عرقلة ذلك علاوة على شعوره ببعد المجتمع عنه هذا يخلق فجوة في العلاقة ومع الأيام تزداد تلك الفجوة، وهذا بالفعل ما أقوم به من خلال عملي على تلافي أثره النفسي السيئ.
وهنا يحضرني موقف لأحد المرضى وهو يعاني من شلل دماغي أفقده القدرة على الحركة والكلام مع أنه واع تماما وأكمل دراسته الثانوية، فذات مرة أصر على تنظيم جولة في سوق واقف على نفقته الخاصة للمرضى على أن يتناولوا وجبة العشاء علاوة على قيامه بدفع تكاليف تسوق المجموعة كاملة.
هذا يوضح مدى الألفة التي تجمع مرضانا والى أي مدى نجحنا في مد هذه الجسور، وهنا يجب أن أتوقف عند نقطة مهمة تفوت الكثيرين وهي أننا في قسم الخدمة الإجتماعية بمستشفى الرميلة نفكر مع مرضانا ولا نفكر عنهم وهذا له دور في نجاح ما نقوم به.
كما أحب أن أشير الى أن المجتمع مازال يحتاج الى تأهيل حول تقبل المعاق لكي لا يعاملهم على أنهم أشخاص ثانويون لاحاجة للمجتمع بهم.
* هل تزور مؤسسات المجتمع المستشفى وما تأثير ذلك على المرضى المقيمين؟
نعم هناك زيارات لبعض مؤسسات المجتمع وعلى الأخص المدارس فهنا تحضرني قصة مؤثرة عندما شرعنا في بناء الحديقة الخلفية دعوت عددا من طلاب المدارس لكي يزرعوا الشتلات وبعد الإنتهاء قمنا بجولة في أقسام المستشفى وخلالها فقدنا طفلاً وبحثت عنه فوجدته بجانب مريض في غيبوبة وهويبكي فسألته لما تبكي قال أعرف أن هؤلاء الناس لا أحد يريدهم، والسؤال من أين جاء هذا الطفل بهذه النتيجة.
ومن هنا فهذه الزيارات لها آثار إنسانية بعيدة المدى سواء على الأطفال أوعلى المرضى أنفسهم، فالطفل يدخل البهجة على المكان الذي يذهب إليه ومن خلال تجربتي مع مثل هذه الزيارات وجدت تجاوباً من المرضى بشكل لافت للانتباه.
* الروح التي تحكي عنها مغايرة تماماً لفكرة المجتمع أن مستشفى الرميلة مقبرة من يدخلها لا يخرج منها وأنها مكان للمعاقين والمرضى الذين لا أمل فيهم؟
أعتقد أن هذه الصورة كرستها وسائل الاعلام فهناك من يكتب أن مستشفى الرميلة مستشفى العجزة والمسنين وهذا مناف للحقيقة، وهناك واجب ملقى على عاتق قسم الخدمة الإجتماعية والعلاقات العامة في تصحيح الصورة التي ترسخت في أذهان الجمهور وهوما نقوم به حاليا من خلال تركيزنا على البرامج والفعاليات الخارجية.
ففي إحدى المرات كنا في جولة بسوق واقف مع عدد من الحالات وإستوقفنا أكثر من شخص تعرفوا على المرضى وحينها كان العجب حيث إن هؤلاء كانوا أصدقاء وقد اعتقدوا أن المرضى قد ماتوا لإنقطاع أخبارهم.
ولذا فنحن نرتاد الأماكن التي بها جمهور ليس لعمل ترويج إعلامي ولكن لربط المريض بالمجتمع وبالعكس فهناك العديد من أقارب وأصدقاء المرضى الذين يتواصلون حاليا معهم من خلال هذه الجولات كما أن الكثير من الأشخاص يعرضون مساعدتهم وهكذا.
* هل هناك نشاطات سيتم تنظيمها قريبا؟
بالفعل لدينا الأسبوع المقبل زيارة لحديقة اسباير وبعد تناول وجبة العشاء سنصطحب المرضى في جولة تسوق في أحد المجمعين فلاجيو أوحياة بلازا.
وبعد عيد الأضحى سننظم حفلاً كبيراً غنائياً ترفيهياً تضم العديد من البرامج التي تلائم كل الفئات، فنحن على علاقة طيبة بفرق الجاليات الموسيقية، وهنا يجب أن أقدم الشكر لبلدية الدوحة على جهدها في إدراج حديقة المسنين ضمن ميزانية الدولة حيث ستتم إعادة تصميمها وتشكيلها حيث سيتم عقد مناقصة سيتم من خلالها إختيار الشركة التي ستقوم بذلك.
ومن الأنشطة التي ننظمها بشكل سنوي هي رحلة عمرة لـ 45 مريضاً وهي إحدى طرق العلاج النفسي المبني على زيادة الوازع الديني وهي رحلة ننظمها بدعم أهل الخير.
ولدي خطة لتكريم الأسر التي تتواصل مع مرضاهم المقيمين بالمستشفى بشكل يومي وذلك لتعريف المجتمع بأهمية ذلك في العلاج.
* نظراً لكل ما أشرت له سابقاً نريد التعرف أكثر على القدرات البشرية المتاحة لقسم الخدمة الإجتماعية بمستشفى الرميلة والتي تقوم بهذا العمل؟
الهكيل التنظيمي للقسم يحتوي على رئيس القسم ويندرج تحته وظيفة أخصائي إجتماعي أول وعددهم 8 وأخصائي اجتماعي 6 بالإضافة الى سكرتيرة موزعين على مستشفى الرميلة وقسم الطب النفسي كونه يتبع المستشفى.
* هل هذا العدد كاف للقيام بهذا العمل في مستشفى يصل عدد أسرتها 450 سريراً؟
بالفعل هو عدد غير كاف ولدينا مقترح بزيادة عدد الكادر البشري للقسم، كما يشمل المقترح تنويع الوظائف، كما هناك خطة لتطوير عمل القسم حيث نحتاج الى إنشاء بعض الوحدات مثل وحدة خاصة بالنواحي الإعلامية وأخرى تختص بالإتصال بالدوائر الحكومية وثالثة تختص بمجال الأنشطة والبرامج الترفيهية، وهذه الفكرة لاتزال في طور الدراسة.
* هل لديك رسالة تحب أن توجهها وإلى من؟
رسالتي أحب أن أوجهها إلى أسر المرضى بضرورة أن يتواصلوا معنا بشكل مستمر حيث هناك واجبات متبادلة فيما بين المستشفى وأهل المريض تخص العلاج، فأتمنى أن يتواصلوا ولو عن طريق الهاتف يومياً للوقوف على حالة مرضاهم حيث إننا في حالات طارئة نحتاج الى قرار من أهل المريض يكون فاصلاً بين الحياة والموت في بعض الحالات.
فهناك من يأتي آخر كل شهر فقط من أجل بصمة يد المريض لصرف الراتب الشهري وهذه حقيقة موجودة وهناك من يضع أرقام هواتف غير صحيحة عند إدخال أبويه الى المستشفى لكي لا نستطيع الوصول إليه، وهنا أحب أن أذكِّر بأننا نوفر احتياجات المريض المادية ولكن كيف لنا أن نوفر له حاجته النفسية لأهله شئ غاية في الصعوبة كما يكون له أثره السئ علي العلاج.
فمثلا هناك أكثر من حالة تجاوبت للعلاج من خلال التواصل مع أسرهم وتحضرني حالة لشاب مصري مصاب بشلل كامل نتيجة لحادث ومن خلال ما يسمى بالخروج التجريبي أي نخرج المريض الى بيته لمدة معينة يمارس فيها حياته مع أسرته ثم يعود للمستشفى ومع تكرار هذا النوع من العلاج تحسنت حالة الشاب بل رجع الى عمله ونفس الحالة تكررت مع شاب قطري أصيب في حادث سيارة وكانت حالته أشد من الحالة السابقة فكان لا يتذكر حتى أسماء بناته أو اسم زوجته وبنفس الطريقة عاد الى مزاولة حياته وكأن شيئاً لم يكن وهذا دليل على أهمية تواصل الأسرة معنا.
فيجب أن يعلم الجميع أن عملنا مركب ومعقد فمن ناحية نحاول ان نؤهل المريض ليتقبل حالته الجديدة ويتعامل معها برضا كما نعمل على تأهيل الأسر لتقبل هذا العضو بحالته الجديدة وهي مهمة شاقة تحتاج منها لمشاركة فعالة من الأسرة.
الموقع الرسمي لجريدة الشرق القطرية (http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=169466)
http://www.al-sharq.com/articles/images/preview/Image_2009_11_17_3387940_p.jpg
أحدهم لا يزور أبويه إلا نهاية الشهر من أجل بصمة اليد لصرف الراتب
الخروج التجريبي علاج اجتماعي حقق نجاحاً مذهلاً مع حالات فشل معهم الطب التقليدي
بلدية الدوحة أدرجت حديقة المسنين ضمن ميزانية الدولة
ننظم رحلة عمرة سنوياً لـ45 مريضاً كعلاج نفسي عن طريق زيادة الوازع الديني
تحويل 10 حالات شهرياً إلى صندوق مساعدة المرضى
أجهزة الدولة تقدم لنا كل التسهيلات التي نحتاجها لإتمام عملنا
لدينا خطة سنوية لتلبية احتياجات المرضى النفسية والاجتماعية
سر نجاح برامجنا الاجتماعية هو أننا نفكر مع مرضانا ولا نفكر عنهم
حفل غنائي ترفيهي كبير للمسنين خلال عيد الأضحى
خطة جديدة لإنشاء وحدات متخصصة بالقسم وزيادة الكادر البشري
أجرى الحوار- محمد صلاح
كشف السيد ناصر الحداد أخصائي اجتماعي أول بقسم الخدمة الاجتماعية بمستشفى الرميلة عن وجود خطة لزيادة عدد الكادر البشري للقسم، كما تشمل الخطة تحقيق تنويع الوظائف، مشيراً في حوار خاص مع "الشرق" إلى أن إدارة المستشفى تدرس خطة تطوير لعمل القسم من خلال إنشاء وحدات تخصصية مثل وحدة خاصة بالنواحي الإعلامية وأخرى تختص بالاتصال بالدوائر الحكومية وثالثة تختص بمجال الأنشطة والبرامج الترفيهية.
ولفت إلى أن الإعلام كرس لفكرة أن مستشفى الرميلة مستشفى العجزة والمسنين، موضحا أن قسم الخدمة الاجتماعية بالتعاون مع العلاقات العامة يقوم بتغيير هذه الفكرة لدى المجتمع من خلال الأنشطة الاجتماعية المبنية على بناء جسور التواصل.
وتمنى أن تقوم أسر المرضى بالتواصل مع مستشفى الرميلة بشكل مستمر، مشيراً إلى أهمية ذلك في العلاج، موضحاً أن المستشفى توفي الاحتياجات الطبية والمادية لمرضاها.
وأوضح أن قسم الخدمة الاجتماعية بالتعاون مع فاعلي الخير يقوم بتنظيم رحلة عمرة لـ 45 مريضاً سنوياً لزيادة الوازع الديني لديهم، منوها بأن هذه الرحلة كانت سبباً في شفاء العديد من الحالات.
ونوه بأن القسم سيقيم حفلاً غنائياً ترفيهياً لكافة فئات المرضى، مهيباً بأسر المرضى اغتنام الفرصة والتواصل مع ذويهم من نزلاء المستشفى، مشيراً إلى أن القسم سوف يكرم الأسر الأكثر تواصلاً مع مرضاهم لتعريف المجتمع بدور ذلك في العلاج.
"الشرق" التقت السيد ناصر الحداد لإلقاء الضوء من الداخل على مستشفى الرميلة فإلى نص الحوار: —
* مادور قسم الخدمة الإجتماعية بمستشفى الرميلة؟
قسم الخدمة الاجتماعية يتعامل مع جميع الفئات العمرية من مختلف الجنسيات المصابين بمختلف أنواع الإصابات ومن هنا فعملنا متشعب فدور القسم يبدأ مع لحظة دخول المريض إلى المستشفى فمن المتبع أن يحول الطبيب المعالج المريض إلى الأخصائي الاجتماعي لعمل بحث حول حالته — وهنا يجب الإشارة إلى أن البحث يصنف الحالات إلى ثلاثة أصناف الأولى هي الحالات العادية والثانية هي الحالات العاجلة والأخيرة هي الحالات الطارئة، وعلى ضوء ذلك التقسيم هناك من يعرفوا بحالات الإقامة القصيرة وحالات الإقامة الطويلة — وبناء على نتائج البحث التي تحدد إحتياجات كل مريض من أجهزة مساعدة أو أطراف صناعية أوجراحات نوعية متخصصة فنحن كجزء من مؤسسة حمد الطبية نخاطب لجنة صندوق مساعدة المرضى الذي يقوم بتقديم دعم مادي يتناسب مع قدراته المادية واحتياجات كل مريض على شكل تخفيضات على أسعار هذه الأجهزة وتلك الجراحات.
كما لعب القسم دوراً مهماً مع المصابين في الحوادث من خلال متابعة صرف التعويضات بناء على التقارير الطبية وذلك من خلال مخاطبة الجهات المعنية بذلك ومتابعة الأمر حتى يتسلم المريض تعويضه المادي.
وفي هذا الإطار يجب ألا ننسى دور فاعلي الخير في دعم جهودنا لتوفير كل ما يحتاجه مرضى مستشفى الرميلة بجهود ذاتية من القسم.
وبناء على نتائج البحث أيضا نكوِّن لجنة تضم الإخصائي الإجتماعي والطبيب المتابع للحالة وأخصائي العلاج الوظائفي أخصائي العلاج الطبيعي وأخصائي نطق وأخصائي تغذية وهذه اللجنة تقوم بعقد إجتماع مع أسرة المريض لدراسة كل الصعوبات التي تواجه إنتقال المريض عند إستقرار حالته الى المنزل ومن ثم يقوم بمحاولة لذليل كل تلك الصعوبات.
* كم حالة يتم تحويلها إلى صندوق مساعدة المرضى؟
يتم تحويل 10 حالات شهرياً الى صندوق مساعدة المرضى وهذا العدد علاوة على الحالات التي تقيم بالمستشفى بشكل دائم وتحتاج الى تجهيزات داخلية لمساعدتها على الاقامة.
* هذا يجعلنا نتساءل حول شكل العلاقة التي تربط قسم الخدمة الإجتماعية والأجهزة المختلفة بالدولة؟
هناك تواصل شبه يومي مع العديد من أجهزة الدولة في أمور عدة منها إدارة الإسكان إن كانت هناك حالات في حاجة إلى سكن ملائم، كما أن هناك علاقة تربطنا مع إدارة الجوازات والهجرة في حالات عديدة مثل إحتياج بعض المرضى الى مرافقين للعلاج بالخارج وهكذا المحاكم وإدارة المرور، علاوة على سفارات الدول الموجودة بالدوحة.
* نريد تسليط الضوء علي الفعاليات التي ينظمها القسم لمرضى مستشفى الرميلة؟
ـــــ بالنسبة لنا في مستشفى الرميلة لدينا خطة سنوية تضم كل الفعاليات التي ننظمها خلال العام وهي تلبي كل إحتياجات مرضانا النفسية والاجتماعية كما يجب ان يلائم طبيعة الاصابة أوالمرض الذي تعانيه الحالات، وهنا يجب أن نؤكد علي نقطة مهمة وهي أن المرضى أنفسهم يؤخذ بآرائهم في وضع الفعاليات هذا الي جانب المناسبات الطارئة التي يطلبها المرضى أنفسهم بشكل طارئ مثل تنظيم زيارة لمجمع تجاري أوما شابه ذلك.
كما نحرص علي أن الاسر تشارك مرضاهم هذه المناسبات لتكون ذات أبعاد علاجية أيضا وهذا له أثر كبير في سرعة دمج المريض أوالمصاب في المجتمع.
* بما أنك أشرت الى دمج المريض بالمجتمع فهل يقدم القسم الدعم النفسي ليلتئم المريض مع مجتمعه من جديد؟
لا يوجد برنامج موضوع مسبقاً لذلك الغرض ولكن يرجع ذلك الى الاجتهاد الذاتي من الأخصائي الإجتماعي، فهذه العملية تأتي في إطار النشاط الإجتماعي وليست بمعزل عنه فعلى سبيل المثال عندما ننظم جولة تسوق بأحد المجمعات التجارية يجب أن يتواصل الأخصائي الاجتماعية بشكل طبيعي وغير مصطنع مع المرضى لأن لديهم حساسية من تصنع التواصل وهي نقطة غاية في الأهمية فعندما تجلس مع مريض على طاولة واحدة لتأكل معه أو تحدثه بشكل ودي بعيداً عن الرسمية وعندما تبني جسور الصداقة، هنا يشعر المريض بالتواصل مع المجتمع ورويداً رويداً يعود كسابق عهده فيجب ألا ننسى أن هذا المريض أوذاك المصاب كان سليماً له حياته الخاصة التي كان يمارسها بمفرده وهو يعلم تماماً أن إصابته أو مرضه هي السبب الوحيد في عرقلة ذلك علاوة على شعوره ببعد المجتمع عنه هذا يخلق فجوة في العلاقة ومع الأيام تزداد تلك الفجوة، وهذا بالفعل ما أقوم به من خلال عملي على تلافي أثره النفسي السيئ.
وهنا يحضرني موقف لأحد المرضى وهو يعاني من شلل دماغي أفقده القدرة على الحركة والكلام مع أنه واع تماما وأكمل دراسته الثانوية، فذات مرة أصر على تنظيم جولة في سوق واقف على نفقته الخاصة للمرضى على أن يتناولوا وجبة العشاء علاوة على قيامه بدفع تكاليف تسوق المجموعة كاملة.
هذا يوضح مدى الألفة التي تجمع مرضانا والى أي مدى نجحنا في مد هذه الجسور، وهنا يجب أن أتوقف عند نقطة مهمة تفوت الكثيرين وهي أننا في قسم الخدمة الإجتماعية بمستشفى الرميلة نفكر مع مرضانا ولا نفكر عنهم وهذا له دور في نجاح ما نقوم به.
كما أحب أن أشير الى أن المجتمع مازال يحتاج الى تأهيل حول تقبل المعاق لكي لا يعاملهم على أنهم أشخاص ثانويون لاحاجة للمجتمع بهم.
* هل تزور مؤسسات المجتمع المستشفى وما تأثير ذلك على المرضى المقيمين؟
نعم هناك زيارات لبعض مؤسسات المجتمع وعلى الأخص المدارس فهنا تحضرني قصة مؤثرة عندما شرعنا في بناء الحديقة الخلفية دعوت عددا من طلاب المدارس لكي يزرعوا الشتلات وبعد الإنتهاء قمنا بجولة في أقسام المستشفى وخلالها فقدنا طفلاً وبحثت عنه فوجدته بجانب مريض في غيبوبة وهويبكي فسألته لما تبكي قال أعرف أن هؤلاء الناس لا أحد يريدهم، والسؤال من أين جاء هذا الطفل بهذه النتيجة.
ومن هنا فهذه الزيارات لها آثار إنسانية بعيدة المدى سواء على الأطفال أوعلى المرضى أنفسهم، فالطفل يدخل البهجة على المكان الذي يذهب إليه ومن خلال تجربتي مع مثل هذه الزيارات وجدت تجاوباً من المرضى بشكل لافت للانتباه.
* الروح التي تحكي عنها مغايرة تماماً لفكرة المجتمع أن مستشفى الرميلة مقبرة من يدخلها لا يخرج منها وأنها مكان للمعاقين والمرضى الذين لا أمل فيهم؟
أعتقد أن هذه الصورة كرستها وسائل الاعلام فهناك من يكتب أن مستشفى الرميلة مستشفى العجزة والمسنين وهذا مناف للحقيقة، وهناك واجب ملقى على عاتق قسم الخدمة الإجتماعية والعلاقات العامة في تصحيح الصورة التي ترسخت في أذهان الجمهور وهوما نقوم به حاليا من خلال تركيزنا على البرامج والفعاليات الخارجية.
ففي إحدى المرات كنا في جولة بسوق واقف مع عدد من الحالات وإستوقفنا أكثر من شخص تعرفوا على المرضى وحينها كان العجب حيث إن هؤلاء كانوا أصدقاء وقد اعتقدوا أن المرضى قد ماتوا لإنقطاع أخبارهم.
ولذا فنحن نرتاد الأماكن التي بها جمهور ليس لعمل ترويج إعلامي ولكن لربط المريض بالمجتمع وبالعكس فهناك العديد من أقارب وأصدقاء المرضى الذين يتواصلون حاليا معهم من خلال هذه الجولات كما أن الكثير من الأشخاص يعرضون مساعدتهم وهكذا.
* هل هناك نشاطات سيتم تنظيمها قريبا؟
بالفعل لدينا الأسبوع المقبل زيارة لحديقة اسباير وبعد تناول وجبة العشاء سنصطحب المرضى في جولة تسوق في أحد المجمعين فلاجيو أوحياة بلازا.
وبعد عيد الأضحى سننظم حفلاً كبيراً غنائياً ترفيهياً تضم العديد من البرامج التي تلائم كل الفئات، فنحن على علاقة طيبة بفرق الجاليات الموسيقية، وهنا يجب أن أقدم الشكر لبلدية الدوحة على جهدها في إدراج حديقة المسنين ضمن ميزانية الدولة حيث ستتم إعادة تصميمها وتشكيلها حيث سيتم عقد مناقصة سيتم من خلالها إختيار الشركة التي ستقوم بذلك.
ومن الأنشطة التي ننظمها بشكل سنوي هي رحلة عمرة لـ 45 مريضاً وهي إحدى طرق العلاج النفسي المبني على زيادة الوازع الديني وهي رحلة ننظمها بدعم أهل الخير.
ولدي خطة لتكريم الأسر التي تتواصل مع مرضاهم المقيمين بالمستشفى بشكل يومي وذلك لتعريف المجتمع بأهمية ذلك في العلاج.
* نظراً لكل ما أشرت له سابقاً نريد التعرف أكثر على القدرات البشرية المتاحة لقسم الخدمة الإجتماعية بمستشفى الرميلة والتي تقوم بهذا العمل؟
الهكيل التنظيمي للقسم يحتوي على رئيس القسم ويندرج تحته وظيفة أخصائي إجتماعي أول وعددهم 8 وأخصائي اجتماعي 6 بالإضافة الى سكرتيرة موزعين على مستشفى الرميلة وقسم الطب النفسي كونه يتبع المستشفى.
* هل هذا العدد كاف للقيام بهذا العمل في مستشفى يصل عدد أسرتها 450 سريراً؟
بالفعل هو عدد غير كاف ولدينا مقترح بزيادة عدد الكادر البشري للقسم، كما يشمل المقترح تنويع الوظائف، كما هناك خطة لتطوير عمل القسم حيث نحتاج الى إنشاء بعض الوحدات مثل وحدة خاصة بالنواحي الإعلامية وأخرى تختص بالإتصال بالدوائر الحكومية وثالثة تختص بمجال الأنشطة والبرامج الترفيهية، وهذه الفكرة لاتزال في طور الدراسة.
* هل لديك رسالة تحب أن توجهها وإلى من؟
رسالتي أحب أن أوجهها إلى أسر المرضى بضرورة أن يتواصلوا معنا بشكل مستمر حيث هناك واجبات متبادلة فيما بين المستشفى وأهل المريض تخص العلاج، فأتمنى أن يتواصلوا ولو عن طريق الهاتف يومياً للوقوف على حالة مرضاهم حيث إننا في حالات طارئة نحتاج الى قرار من أهل المريض يكون فاصلاً بين الحياة والموت في بعض الحالات.
فهناك من يأتي آخر كل شهر فقط من أجل بصمة يد المريض لصرف الراتب الشهري وهذه حقيقة موجودة وهناك من يضع أرقام هواتف غير صحيحة عند إدخال أبويه الى المستشفى لكي لا نستطيع الوصول إليه، وهنا أحب أن أذكِّر بأننا نوفر احتياجات المريض المادية ولكن كيف لنا أن نوفر له حاجته النفسية لأهله شئ غاية في الصعوبة كما يكون له أثره السئ علي العلاج.
فمثلا هناك أكثر من حالة تجاوبت للعلاج من خلال التواصل مع أسرهم وتحضرني حالة لشاب مصري مصاب بشلل كامل نتيجة لحادث ومن خلال ما يسمى بالخروج التجريبي أي نخرج المريض الى بيته لمدة معينة يمارس فيها حياته مع أسرته ثم يعود للمستشفى ومع تكرار هذا النوع من العلاج تحسنت حالة الشاب بل رجع الى عمله ونفس الحالة تكررت مع شاب قطري أصيب في حادث سيارة وكانت حالته أشد من الحالة السابقة فكان لا يتذكر حتى أسماء بناته أو اسم زوجته وبنفس الطريقة عاد الى مزاولة حياته وكأن شيئاً لم يكن وهذا دليل على أهمية تواصل الأسرة معنا.
فيجب أن يعلم الجميع أن عملنا مركب ومعقد فمن ناحية نحاول ان نؤهل المريض ليتقبل حالته الجديدة ويتعامل معها برضا كما نعمل على تأهيل الأسر لتقبل هذا العضو بحالته الجديدة وهي مهمة شاقة تحتاج منها لمشاركة فعالة من الأسرة.
الموقع الرسمي لجريدة الشرق القطرية (http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=169466)