المنتدى يعرض حلولاً تكنولوجية لدعم استقلالية ذوي الإعاقة

الدوحة ـ شبوب أبو طالب

عرض ضيوف مركز الشفلح في اليوم الأخير من مؤتمرهم الدولي الرابع حزمة متكاملة من التجارب التي خاضوها؛ لتوفير الحلول التكنولوجية اللازمة لذوي الإعاقة والتي تحقق لهم استقلالية مهنية تامة، وتحررهم من استرقاق «الرفيق» أو «المساعد».

كانت أولى جلسات اليوم الأخير مخصصة لـ «الإعاقة ومفهوم الاستقلالية: البحث عن آفاق تحقيق الاستقلالية من خلال الشمولية في كندا وماليزيا وأوقيانوسيا وأميركا الجنوبية» برئاسة الدكتور جيل لي كلير من معهد كلية همبر في كندا، وتنشيط كل من السادة: الدكتور لزلي سوارتز جامعة ستيلن بوش جنوب إفريقيا، الدكتور إيان بريتان جامعة بدفورد شاير لندن، الدكتور جاقدش مهراج جامعة سيدني أستراليا، الدكتور سيلينا خو جامعة ماليزيا.

وقدم المحاضرون في الجلسة الأولى عروضاً شيقة للأبحاث واختراعات جديدة يمكن أن توفر الدعم والاستقلالية للمعاق، وتخوض في شتى الميادين التي تختص بالجوانب المتعلقة بالإعاقة وتركز على مجال التطوير الاجتماعي والإعاقة لدى المرأة.

أما السيد لويس جاليجوس، سفير الإكوادور في الولايات المتحدة، فقدم مداخلة متميزة حول عناية مواثيق الأمم المتحدة الخاصة بحقوق ذوي الإعاقة بتمكين هؤلاء من الوصول إلى عالم الاتصالات والتكنولوجيا لتحقيق الاستقلالية في العيش، وتلاه السيد إكسل ليبلويس، المدير التنفيذي للمبادرة الدولية للمعاقين، الذي أكد على حق ذوي الإعاقة في الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية والعيش باستقلالية من خلال مواثيق حقوق المعاق، شارحاً أنه تم التوقيع على ميثاق حقوق المعاق من قبل 139 دولة منذ طرحه في 31 مارس 2007.

ومن أبرز ما يتميز به الميثاق هو تعريفه لحقوق المعاق التي تشمل حرية الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التمتع بعيش مستقل، ثم تحدثت السيدة البروفسور ليسيا سباتيلا، رئيس وفد المعاقين، بوليتنيكو دي ميلانو التي قدمت دراسة حالة حول أكثر البرامج نجاحاً المطروح من قبل معهد التعليم العالي للتشجيع على توظيف الطلاب ذوي الإعاقة، انطلاقاً من خبرتها كمديرة لبرنامج دام ست سنوات وهدف إلى أن يحصل الطلاب من ذوي الإعاقة على فرص متكافئة للحصول التعليم وبدوره تحقيق اكتفائهم الاقتصادي والمعاشي.

وبعد هذه الحلقات النظرية، جاء دور الحلقات التطبيقية التي نشطها العديد من المتخصصين، حيث قدم السيدان الدكتور ايف لاشبل من كرسي الأبحاث بجامعة كويبيك اتروا ريفيرز والدكتور داني لوسير – ديشروشيرز من جامعة كويبيك اتروا ريفيرز ملخصاً حول مشروعهم المسمى «الشقة الذكية للمعاقين» والتي جاءت عطفاً على معاناة الأشخاص من ذوي الإعاقات الذهنية من صعوبات كثيرة في تحقيق مهامهم اليومية، خاصة تلك التي تحوي بعض التعقيد.

وفي هذا السياق طرحت فكرة الشقة الذكية التي يمكن للمعاق أن يحقق الكثير من الوظائف بها عن طريق الصوت أو اللمس، وتحتوي على تبسيط كبيرة لمختلف الوظائف والمهام التي يقوم بها أي مواطن عادي في شقته، حيث يمكن للمعاق الحصول على كافة حاجياته باستخدام البصمة الصوتية أو خاصية اللمس اللتين يستطيع بواسطتهما وعن الطريق الشقة المصممة في بجامعة كويبيك اتروا ريفيرز أن يطبخ ويغتسل ويشاهد التلفاز وينخرط في الألعاب الإلكترونية أو غيرها من غايات الحاجة أو الترفيه.

في ذات المجال قدم السيد جويل مارتن وجين مارتن فكرته المتمثلة في ما سماه «الهاتف الذكي»، فبعد أن أظهرت الكثير من الدراسات ما لبعض الأدوات التكنولوجية من أثر جيد كبير على الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، جاء جويل ليحول النظرية إلى تطبيق عبر تصميم الهاتف الذكي المزود ببرنامج يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من معرفة وجهاتهم والرجوع إلى منازلهم باستخدام هواتفهم، كما يساعدهم على قضاء مختلف شؤونهم اليومية بشكل أيسر وبطريقة أبسط بحيث يتم اختصار الوقت والجهد، كما يمكن للعائلة بهذا الشكل اعتبار أن ابنها المعاق سيكون بمأمن، طالما ستكون قادرة على تحديد مكانه والحديث إليه والاطمئنان إلى مؤشرات الحيوية.

كما قدم السيد دانييل ك. دافيز رئيس شركة أبل لينك تكنولوجيز تفاصيل رحلته المثيرة ليكون قبطان سفينته الخاصة، وذلك عبر تأسيس الشركة ذات الشهرة العالمية واستفاد من محنة كونه معاقا وذلك بإيلاء أهمية كبيرة لتصميم برامج متعددة للأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية أو الصعوبة في التعلم، وتستطيع هذه البرامج التخفيف من حدة صعوبات تواصلهم مع محيطهم الخارجي، وقدم المحاضر كل ذلك عبر فيلم متخصص حول إنجازات شركته.

من جهتها، قدمت السيدة سوزان رأيت ممثلة مؤسسة مشاركة (أوتيزم سبيكس) خلاصة قيمة عن خبرة مؤسستها في جمع التبرعات من أجل رفع وتيرة الأبحاث الخاصة بالتوحد والتعريف بمسألة التوحد في المجتمع وإعطاء الأمل لكل أولئك الذين يعانون من التوحد، وذلك عبر إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم في الموضوع، وعدم الاكتفاء بجهود باقي أفراد المجتمع، كاشفة أن إشراك هؤلاء في الموضوع وتنشيط حياتهم عبر مبادرات مبدعة كالمسرح والغناء يقدم خدمة إضافية تنتشل المعاقين من فراغ الوحدة وضيق الأفق وانخفاض المعنويات.

* البطل الرياضي العالمي كارل ليويس:

قطر رائدة في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة



أقيمت عروض رياضية مميزة على هامش المنتدى السنوي الرابع لمركز الشفلح شارك فيها البطل الرياضي العالمي كارل ليويس أكثر من 20 طالباً مميزا في الشفلح، بحضور كل من البطل الأولمبي في التزلج كرس وايدل، وهوجن الحائز على الميدالية الذهبية في الوثب العالي في رياضة المعاقين، ورئيس اللجنة الدولية لرياضة المعاقين سير فليب كرافين، بالإضافة إلى البطل القطري في رفع الأثقال (رياضات خاصة) علي عبدالله.

وقال كارل ليويس إن مشاركته متمثلة في دعم القدرات الرياضية للأطفال ذوي الإعاقة مع التأكيد للمجتمع على أنهم قادرون على العطاء وإثبات الوجود والاندماج في المجتمع. وأشاد ليويس بدعم الحكومة القطرية لهذه الفئة، مبدياً إعجابه الشديد بمركز الشفلح وما يقدمه من خدمات مميزة ورائعة للأطفال ذوي الإعاقة، وتميزه عن غيره في مجال رعاية ذوي الإعاقة. واعتبر المنتدى السنوي من أهم النشاطات بما يلحظه من تطور رسالته وأهدافه الثاقبة نحو مستقبل أفضل لذوي الإعاقة.

يذكر أن كارل ليويس حصد خلال مسيرته 9 ميداليات أولمبية وشارك في أربع دورات للألعاب الأولمبية، وبذلك اكتسب الاحترام الدولي كواحد من أعظم الرياضيين على مدار القرون. ويعد ليويس ناشطا في مجال الأسرة والشباب والتعليم والتطوع واللياقة، فهو يستفيد من شهرته العالمية للفت الانتباه والوعي بالتحديات والفرص التي تحيط هذه القضايا في كافة أنحاء العالم.

وخلال مسيرته كان ليويس ضمن المنتخب الأميركي في الألعاب الأولمبية، وحصد خلالها 10 ميداليات، منها 9 ذهبية، فقد كان يتمتع بمهارات وموهبة كبيرة في مسابقات الوثب الطويل وسباقات السرعة. وقد اكتسب كارل شهرته من خلال مشاركاته الخمس في الألعاب الأولمبية كأفضل رياضي في عصرنا الحالي. ومنذ ابتعاده عن المنافسات في عام 1997، كرس ليويس الكثير من الوقت والطاقة لأعمال الخير، مؤسساً مؤسسة «كارل ليويس» والتي تعمل بمثابة مظلة للعديد من الأعمال الخيرية التي يدعمها ليويس، بما في ذلك منظمة «بيست بوديز» ومؤسسة «ويندي ماركس» والعديد من مجموعات لياقة الشباب، كما أسس مجموعة كارل ليويس الترفيهية والتي تركز على مسيرته وإنتاج الأفلام وبطولات حياته الرياضية.


صحيفة العرب القطرية // - X-XX-X